صحيفة هتون الإلكترونية - 4/20/2024 9:51:13 PM - GMT (+3 )
قصة التأخر عن موعد المباراة
كان ” نادر ” و ” أسامة ” شقيقين ، يحب كل منهما الآخر حبا شديداً ، ويعيشان في كوخ صغير ، وكان هناك ملعب بالقرب من كوخهما ، وكانت هناك مباراة كريكيت ” سوف تقام في الملعب ، وكان نادر يحب مشاهدة مباريات الكريكيت كثيرًا جدٍا ، وطلب من أخيه أن يأخذه إلى ملعب الكريكيت.
فوعده أسامة أن يصحبه إلى هناك في اليوم التالي .
وفي صباح اليوم التالي استيقظ أسامة مبكراً وخرج لمقابلة أحد الأشخاص ، وقال لأخيه إنه سيعود سريعًا جدا .
وهكذا جلس نادر أمام الباب فى انتظار أسامة ليصحبه إلى المباراة ، إلى أن خرجت جارتهما السيدة ” كريمة ” من منزلها مع كلبها الصغير : لتنزهة نزهة الصباح .
قالت السيدة كريمة : ” مرحباً يا نادر ! لماذا تجلس بالخارج هكذا ؟ فالجو هنا بارد جدا ” ، فقال نادر : ” صباح الخير يا خالة .
إن أخي أسامة سوف يصحبني إلى ملعب الكريكيت اليوم ، وأنا أنتظره ” .
ذهبت السيدة كريمة في طريقها .
فكر نادر قائلاً في نفسه : ” سوف نتأخر على المباراة : فأخى لم يصل بعد ” .
وبعد انتظار طويل عاد أسامة أخيراً وقال لنادر : هيا يا نادر : لقد أوشكت المباراة أن تبدأ .
أسرع ! لابد أن نبتاع التذاكر أيضاً ” .
قال هذا وهو يجرى نحو الملعب .
اندهش نادر وفكر قائلاً في نفسه : ” لقد جاء هو نفسه متأخراً ، وقد جلست هنا في البرد لوقت طويل أنتظره .
إنه لم يدرك خطأه ” .
والحقيقة أن سلوك أسامة قد جرح شعوره جدًا.
نهض نادر على الفور بحقيبته فى يده اليمنى ، وركض هو أيضاً ليلحق بأخيه.
ودخلا الملعب بعد شراء التذاكر ، وكانت المباراة محتدمة والناس مستمتعون بها ويتصايحون ويضحكون طوال الوقت.
جلس كل من الشقيقين على مقعده وأخذا يتابعان المباراة ، وبينما كان أسامة يستمتع بالمباراة كان نادر يبدو حزيناً .
وأدرك أسامة كل شيء ، وأدرك أنه أخطأ ، فقال لنادر : ” أنا آسف لقد تركتك تنتظر لوقت طويل ، والحقيقة لقد عطلنى زحام المرور ، ولم أستطع القيام بشيء .
لقد حاولت بكل جهدى أن أصل إليك في الوقت المناسب ” .
وقابلا السيدة كريمة فى طريقهما ؛ فقد كانت عائدة من النزهة الصباحية .
قالت الأسامة : ” لقد انتظرك نادر لوقت طويل ، أين كنت ؟ ” .
لم يقل أسامة شيئاً ؛ فقد كان متعجلاً ، وبسرعة وصل الشقيقان إلى شباك التذاكر ، ووقفا في الصف لشراء التذاكر ، كان نادر يشعر بالاستياء طوال الوقت ويفكر في سلوك شقيقه ، وقد ضاع اشتياقه لرؤية المباراة الآن
شعر نادر بالرضا تماماً وقال : ” حسناً يا أخى العزيز . أنا أتفهم موقفك ، وهذا الأمر يحدث أحياناً ” ، وشعر نادر بالسعادة الغامرة ، وفكر قائلاً في نفسه : ” إن شقيقي
يحبني حقاً ولا يرغب أبداً في إيذاء مشاعري ” .
الحكمةقد يحدث أحياناً أن تؤدى شعور الآخرين بلا قصد ، لكن لا تتردد في أن تقول : ” أنا آسف – أبداً : فهذا يظهر الاعتراف بالخطأ.
اقرأ المزيد من الموضوعات على صحيفة هتون الدولية من هنا.
إقرأ المزيد