جريدة الرياض - 11/7/2025 1:01:47 AM - GMT (+3 )
التعرض لشج بسيط ربما يؤدي لمضاعفات وخطر على الصحة
الرياضة لا تصنع العباقرة وإنما تدعمهم فقط
مهنة الطب تتجاوز حدود مقارنتها برواتب اللاعبين
الحمراء لكل من يسيء للدين والوطن ويتجاوز على القيم
أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها، تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك العشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية، يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم، عميد كلية الطب في جامعة أبها، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة المهتم بالجودة وسلامة المرضى وحاصل على خمس براءات اختراع ومؤلف لعشرة كتب برفسور علي بن سعيد القحطاني
ما مفهوم الممارسة الصحية؟
مفهوم الممارسة الصحية بمفهومها الشامل والذي يشير إلى مجموعة من السلوكيات والعادات التي تهدف إلى تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض. تشمل هذه الممارسات التغذية السليمة، ممارسة الرياضة بانتظام، النوم الجيد، إدارة التوتر، والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين والشيشة وتعاطي المخدرات. تهدف الممارسة الصحية إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الرفاهية العامة والتي تنعكس إيجابا على العمل وخدمة هذا الوطن.
هل قناع الوجه للإصابات بالنسبة للاعبين مجدٍ؟
استخدام قناع الوجه للاعبين يمكن أن يكون له فوائد في بعض الحالات، لكنه ليس حلاً جذريا لمنع الإصابات في الملاعب. فممكن أن يحمي الوجه من الإصابات المباشرة، مثل الكدمات أو الجروح الناتجة عن التصادم مع اللاعبين الآخرين، خاصة في الألعاب ذات الطابع البدني مثل كرة القدم. ويجب مراعاة أن يكون القناع مريحًا ولا يعيق القدرة على التنفس أو الرؤية، وإلا فقد يؤدي عدم الراحة في انخفاض الأداء.
برأيك اللعب وإكمال المنافسة للاعبين والرأس تعرض لشج والإكمال بربطه، هل يسبب إعياء؟
التعرض لشج في الرأس لا ينبغي أن يُنظر إليه باستخفاف، فالدم النازف قد يُخفي ما هو أعمق، كارتجاج خفيف أو نزيف داخلي. والربط الموضعي لا يعالج السبب، بل يُخفي الأثر. استمرار اللاعب في المنافسة قد يعرضه للإعياء نتيجة الألم، أو فقدان التوازن، أو اضطراب الرؤية، مما يضع صحته في مهب الخطر. فسلامة الرأس أولى من شرف اللحظة.
*ماذا عن الارتجاج؟ بين الفينة والأخرى نرى حالات ارتجاج تحصل بالملعب عند تصادم اللاعبين، هل ممكن نعرف أكثر منك عن الارتجاج؟
- الارتجاج هو نوع من إصابات الدماغ الخفيفة، يحدث نتيجة تصادم أو حركة مفاجئة تؤدي إلى ارتجاج الدماغ داخل الجمجمة. قد تبدو الأعراض خفيفة في البداية كالدوار، التشوش، أو الصداع، لكنها تحمل في طيّاتها خطراً كبيراً إن لم تُشخّص بدقة. العودة السريعة للعب بعد ارتجاج دون تقييم طبي دقيق، قد تزيد من احتمالية الإصابة بارتجاج ثانٍ، وهو ما يُعرف بـ»متلازمة الارتجاج المتكرر»، وقد تكون عواقبه وخيمة.
*هل اللعب بكثرة على العشب الطبيعي يسبب حساسية الأنف؟
- العشب الطبيعي يحمل معه حبوب اللقاح وبعض الفطريات الدقيقة، والتي قد تسبب حساسية عند البعض، خاصة من لديهم تحسس موسمي أو ربو تحسسي. ومع ازدياد زمن التعرض خلال التمارين أو المباريات، قد تزداد الأعراض كالعطاس، انسداد الأنف أو الحكة، لكنها لا تُعدّ خطرة إذا تم التحكم بها طبياً.
*وماذا عن العشب الصناعي هل يسبب تهيجاً للجيوب الأنفية؛ كونه يجمع الغبار؟
-العشب الصناعي لا يحتوي على مكونات نباتية تسبب تحسسًا بحد ذاته، لكن المشكلة تكمن في تراكم الغبار والأتربة الدقيقة بين أليافه، خصوصًا في الملاعب المفتوحة. ومع كثرة الحركة، يتطاير الغبار، مما يهيّج الجيوب الأنفية لدى بعض اللاعبين، ويُحدث أعراضًا شبيهة بالحساسية، خاصة إن لم يكن هناك نظام تهوية أو تنظيف منتظم.
*انتشرت عمليات تجميل الأنف؛ هل ممارسة الرياضة بعد إجراء العملية مُضرة؟
- نعم، فممارسة الرياضة بعد جراحة الأنف، سواء كانت تجميلية أو تصحيحية، يُمكن أن تكون ضارة في الأسابيع الأولى. فالأنف في حالة تعافٍ، وأي ضغط أو احتكاك قد يؤثر على نتائج العملية أو يسبب نزيفًا. يُنصح بتجنب التمارين القوية مدة لا تقل عن 3-4 أسابيع، والعودة التدريجية تحت إشراف الطبيب المعالج.
*هل هناك علاقة بين حاسة الشم والرياضة؟
- نعم، وإن كانت غير مباشرة. فممارسة الرياضة تُحسن من وظائف التنفس وجودة الدورة الدموية، مما ينعكس إيجابًا على كفاءة الأنف واستجابته للمثيرات. كذلك، الرياضة تعزز المناعة وتقلل من الالتهابات، مما يخفف احتقان الأنف ويحسن حاسة الشم. غير أن بعض المجهودات الشاقة قد تسبب مؤقتًا احتقانًا أنفيًا يقلل الإحساس بالروائح.
*برأيك هل صحيح بأن التدريبات تضايق الأوعية الدموية في الجيوب الأنفية ما يؤدي إلى سيلان الأنف؟
-نعم، نوعًا ما. أثناء التمارين الشاقة، يرتفع ضغط الدم ومعدل التنفس، مما قد يؤدي إلى تمدد أو تضيق الأوعية الدموية في الأنف. هذا التغير المفاجئ قد يسبب سيلان الأنف لدى البعض، وتُعرف هذه الحالة علميًا بـ»الأنف الرياضي» (Exercise-induced rhinitis)، وهي غير خطيرة لكنها مزعجة.
*بين رواتب اللاعبين ورواتب الأطباء، من يغلب من؟
-مهنة الطب مهنة إنسانية نبيلة ورسالة عظيمة، فهي تقوم على إنقاذ الأرواح وتخفيف آلام المرضى وخدمتهم، مما يجعلها رسالة ذات قيم تتجاوز حدود المال والمكاسب المادية. الطبيب يحمل مسؤولية كبيرة تتطلب العلم المستمر والتدريب الدائم والالتزام بأخلاقيات المهنة، ولذلك يحظى الطبيب بمكانة عالية في المجتمع ويكسب احترام الجميع. كما أن هذه المهنة توفر استقرارًا وظيفيًا وأمانًا ماليًا طويل الأمد، وتمنح صاحبها شعورًا بالرضا النفسي لأنه يترك أثرًا عميقًا في حياة الآخرين، وفي المقابل، مهنة اللاعب تعتمد على الموهبة البدنية والشهرة والتميز الرياضي، لكنها غالبًا قصيرة العمر وقد تتأثر بالإصابات أو التقدم في السن، على عكس بقية المهن.
كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟
-شهرة اللاعب تمنحه قوة تأثير عالية، فهو قدوة للنشء وسلوكه ينعكس في حياتهم اليومية، فإذا حرص اللاعب على الالتزام بالقيم والأخلاق في الملاعب وخارجها، فإنه يغرس في الأجيال احترام القوانين، والانضباط، وحب المنافسة الشريفة، مما يجعل الرياضة مدرسة للحياة.
*في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس، فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى والطبي منها؟
-الكؤوس والميداليات في الرياضة تقابلها في ميادين الطب والعلم ثمار عظيمة كإنقاذ حياة مريض أو اكتشاف علاج جديد أو تعليم جيل من الأطباء إن إنجاز الطبيب لا يُرفع فوق منصة ولا يُحمل بالكؤوس، بل يُحمل في قلوب الناس الذين استعادوا صحتهم بفضل رب العالمين ثم بفضله، وهو شرف يفوق كل جائزة مادية.
- «العقل السليم في الجسم السليم» عبارة نشأنا عليها رغم خطئها، فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً، ونريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟
-يمكن أن نقول: «الرياضة وقود للعقل وروح للحياة»، فهي لا تشترط جسدًا مثاليًا لتمنح الإنسان طاقة إيجابية، لكنها بالتأكيد تصقل الذهن وتزيد من القدرة على الإبداع والانضباط.
*هل هؤلاء العباقرة الذين لا يمارسون الرياضة كان سيتحسن أداؤهم لو مارسوها؟
-بلا شك، فالرياضة لا تصنع العبقرية لكنها تدعمها، إذ تمنح الجسد طاقة والذهن صفاءً والنفس اتزانًا، ممارسة الرياضة ولو بحدها الأدنى كانت ستنعكس إيجابًا على أدائهم، حتى وإن لم يكن نجاحهم مرهونًا بها.
*ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟
-الرياضة في حياتي هي وسيلة للحفاظ على الصحة والتوازن النفسي، وهي جزء من روتين يومي يضمن لي النشاط والقوة لأداء واجباتي العملية والإنسانية. قد لا تحتل المساحة الأكبر، لكنها بالتأكيد ركن ثابت لا يمكن الاستغناء عنه.
*متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟
- آخر زيارة كانت لحضور إحدى المباريات الكبرى مع ابني الأكبر أسامة بين النادي الأهلي وضمك قبل 25 عاما والتي حضرها جماهير غفيرة، وكان الحضور بالنسبة لي تجربة ثرية، إذ لم تكن لمجرد متابعة المباراة بل أيضًا للتأمل في جمال المشهد الرياضي السعودي وارتباطه الوثيق بالوطنية والانتماء.
*بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟
-أقدّر أن الرياضة تشكل نسبة كبيرة من اهتماماتي اليومية، إذ أحرص على ممارستها والاطلاع عليها، لكنها تظل جزءًا متكاملًا مع بقية مسؤولياتي العملية والعائلية.
*أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟
الألوان الفاتحة مثل درجات لون البيج لأنها تعطيني شعورًا بالراحة والاتساع، وتمنح المكان مظهرًا أنيقًا وهادئًا، وفي الوقت نفسه يجعل الغرف أكثر إشراقًا واتساعًا، واللون المفضل في الأثاث يعجبني الرمادي لما يضيفه من جو عائلي ويضيف لمسة من الدفء والراحة، ويجمع بين العصرية والبساطة ويعطي توازنًا جميلًا مع باقي الألوان.
*البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟
-البطاقة الحمراء ليست مجرد رمز للرفض، بل هي موقف حازم يعبر عن التمسك بالمبادئ والدفاع عن القيم التي تربيت عليها، وفي مقدمتها الإيمان بالله ثم الولاء للوطن.
ولهذا أشهر البطاقة الحمراء لكل من يتعمد الإساءة إلى دينه أو وطنه أو يتجاوز على القيم، ولكل من ينشر الكراهية ويعتدي على كرامة الإنسان بقول أو فعل، فهؤلاء يشوهون سمعتهم ويقفون بعيدين عن الخير والوفاء.
*ولمن توجه البطاقة الصفراء؟
البطاقة الصفراء هي بمثابة رسالة تذكير وتنبيه تمنح الشخص فرصة للتأمل والتصحيح قبل أن تتفاقم المشكلة وتتكرر الهفوات. ولهذا أشهرها لمن يقع في الخطأ بحسن نية أو تصرف باندفاع غير مقصود.
*ما فريقك المفضل محليا وخارجيا؟
محلياً: المنتخب السعودي.
- خارجياً: المنتخب السعودي إذا لعب مباراة خارج أراضي المملكة.
*أبناؤك -حفظهم الله لك- هل لهم ميول وهل تتمناهم كلاعبين أم تتمناهم أن يكونوا أطباء كما هو حالك؟
- لكل ابن ميوله واختياره، وأدعو الله لهم دائما بالتوفيق وأن يسلكوا الطريق الذي يمنحهم الرضا والسعادة، فإن اختاروا الرياضة شجعتهم، وإن اختاروا الطب أو غيره من التخصصات وقفت إلى جانبهم، فالمهم أن يكونوا نافعين لدينهم ووطنهم ومجتمعهم.
*المساحة لك لتوجه روشتة طبية لجميع الرياضيين؟
-رسالتي للرياضيين أن يجعلوا من الرياضة وسيلة لبناء الجسد لا لهدمه، وأن يحرصوا على الفحوصات الدورية والتغذية السليمة والنوم الكافي، وأن يتذكروا أن جسدهم أمانة أودعها الله لديهم، كما أوصيهم بالاعتدال في التدريب، وعدم إهمال العلاج عند الإصابة، فالعقل السليم يحتاج إلى جسد معافى ليحمل رسالة الدين والوطن على الوجه الأكمل.
إقرأ المزيد


