جريدة الرياض - 8/19/2025 6:59:11 PM - GMT (+3 )

كشف الدكتور جعيثن الجعيثن، المختص في الإدارة، في لقاءٍ مع "الرياض" ان الإجازة الصيفية محطة مهمة في حياة الموظفين والطلاب على حد سواء، فهي ليست مجرد فترة استراحة عابرة مشيراً انها مساحة ضرورية لإعادة شحن الطاقات وتجديد النشاط الذهني والنفسي بعد نهاية عام كامل.
ولفت د الجعيثن إلى ان العديد من الدراسات في السلوك التنظيمي والذي يهتم بدراسة تصرفات الاشخاص في مكان العمل تُظهر بأن منح فترات الراحة المنتظمة يُعد من أهم مسببات عوامل الرضا الوظيفي وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية.
وبين انه خلال الإجازة، يحرص الموظفون على استغلال الوقت في السفر، والراحه وتعزيز الروابط الأسرية للترويح عن الاسرة . وقال تشير احدى الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن الحصول على إجازة منتظمة يقلل من مستويات الإرهاق الوظيفي بنسبة 30%، ويُسهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية.
وتابع «الجعيثن» انه مع اقتراب نهاية الإجازة، تبدأ مرحلة حساسة تتطلب من الأفراد والمؤسسات الاستعداد للعودة إلى الدوامات. فكثير من الموظفين يواجهون صعوبة في التكيف مع الروتين اليومي، خصوصًا فيما يتعلق بمواعيد النوم والاستيقاظ.
وأضاف ان بعض الإحصاءات تشير إلى أن نحو 60% من الموظفين يواجهون انخفاضًا في مستوى التركيز خلال الأسبوع الأول بعد العودة، وهو ما يستدعي تهيئة نفسية وتنظيمية مبكرة.
وعن دور المؤسسات والافراد قال لا يقتصر الأمر على الجهد الفردي فقط، بل للمؤسسات دور كبير في إنجاح مرحلة العودة. فالشركات الرائدة عالميًا مثل قوقل وغيرها تنظم في بداية كل فترة ما يسمى بجلسات بداية العمل “Kick-off Meetings” لتعريف الموظفين بالأهداف والخطط الجديدة، وبث روح الحماس والتعاون بينهم.
واكد أن كثير بل اغلب المؤسسات التعليمية اتجهت الى تنظيم “أيام تمهيدية” مع بداية العام الدراسي، حيث يتم فيها تعزيز الانتماء، وتوضيح التوجهات المستقبلية، وتشجيع الطلاب والموظفين علىًحد سواء على الانخراط في بيئة العمل أو الدراسة بروح إيجابية.
وحول التدرج في العودة للنظام اليومي قال هناك العديد من الاهداف منها قصيرة المدى وتكثيف التواصل داخل بيئة العمل جميعها تساعد للعودة بشكل ايجيابي وفعال، ولذلك العودة إلى الدوام ليست مجرد استئناف للمهام الروتينية، بل هي بداية جديدة تُعزز فرص التطوير وتحقيق الإنجازات. ومن منظور إداري، فإن المرحلة الأولى بعد الإجازة تُعد حاسمة، وقد تمر بصعوبات التكيف بعد الإجازة .
واختتم د الجعيثن بالتأكيد ، إن نجاح العودة للعمل والدراسة بعد الإجازة الصيفية يتوقف على وعي الأفراد بأهمية الانضباط وإعادة ترتيب الأولويات، وعلى دور المؤسسات في توفير بيئة محفّزة وداعمة. فالإجازة الصيفية ليست نهاية للجهد، بل بداية لطاقة جديدة تُسهم في رفع مستوى الإنتاجية، والنظرة المتوازنة بين الراحة والعمل تمثل مفتاحًا رئيسيًا لنجاح الفرد والمؤسسة على حد سواء.
إقرأ المزيد