جريدة المدينة - 12/29/2025 5:28:38 AM - GMT (+3 )
وأوضحت أن تلك العملية العسكرية الجديدة ستعتبر بمثابة «استعراض» أخير للقوة الإسرائيلية ولنتنياهو نفسه من أجل إرضاء شركائه في الائتلاف الحاكم في تل أبيب قبل تقديم المزيد من التنازلات في غزة.
إنسانياً، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أمس، من تفاقم معاناة سكان قطاع غزة بشكل دراماتيكي مع حلول الشتاء القارس، في ظل استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية لأكثر من عامين.وشدد لازاريني على أن «مساعدات الإغاثة لا تصل بالكمية المطلوبة»، موضحاً أن وكالة الأونروا قادرة على مضاعفة جهودها الإغاثية بشكل فوري إذا سُمح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر دون قيود.
وفي مواصي خان يونس، غرقت الخيام «خلال دقائق»، كما يقول جميل الشرافي الذي استيقظ على غرار مئات آلاف الفلسطينيين النازحين في غزة على وقع أصوات الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة التي أتت على مقتنياتهم في القطاع الذي دمرته سنتان من الحرب. ويسري في قطاع غزة وقف لإطلاق النار تشوبه خروقات منذ العاشر من أكتوبر، بعد حرب ضروس استمرّت عامين بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلا أن أزمة إنسانية حادة لا تزال تثقل كاهل القطاع.
ويقول الشرافي، المكني أبو خالد، لوكالة فرانس برس إن «الخيمة غرقت بالكامل خلال دقائق، المياه دخلت من كل الجهات ولم نعد نعرف أين نخطو».
ويضيف الأب لستة أطفال «فقدنا الأغطية والطعام كله تبلل بالمياه، أطفالي يرتجفون من البرد والخوف».
ومنذ بدء فصل الشتاء، يعيش مئات الآلاف في خيام النازحين التي تضربها الرياح الباردة والأمطار.
وفي هذه المخيمات المؤقتة التي أُقيمت على عجل باستخدام أغطية بلاستيكية وزّعتها منظمات إنسانية، تتجمّع المياه في ممرات موحلة.
وفي دير البلح وسط قطاع غزة، تقول أم معين (34 عاما) «لا نملك بديلا ولا مكانا نلجأ إليه.. استيقظنا على المياه تغمر الخيمة».
وتستدرك بالقول إن «الوضع مأساوي جدا و لا نعرف ماذا نفعل».
ومنذ بداية الحرب قُتل أكثر من 70 ألف شخص في غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع، فيما اضطر معظم سكانه البالغ عددهم 2,2 مليون نسمة إلى النزوح، وكثير منهم نزح لمرات عدة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، تضرّر أو دُمّر نحو 80% من المباني في القطاع بفعل الحرب.
ويقول رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا لفرانس برس، إن «مليونا ونصف مليون مواطن فقدوا منازلهم نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع». وبحسب الشوا، فإن سكان القطاع يحتاجون إلى «أكثر من 300 ألف خيمة لإيواء النازحين، بينما دخل فقط 60 ألف خيمة»، وذلك بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية.
وكانت غزة قد شهدت في منتصف ديسمبر موجة سابقة من الأمطار الغزيرة والبرد الشديد مع العاصفة «بايرون»، أسفرت عن مقتل 18 شخصا على الأقل، جراء انهيار مبان مهدّمة ومتهالكة أو بسبب البرد، بحسب الدفاع المدني في غزة.
وفي أعقاب تلك العاصفة، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 18 ديسمبر بأن 235 ألف شخص على الأقل تأثروا بها، مع تسجيل انهيار 17 مبنى وتضرر 42 ألف خيمة أو مأوى مؤقت كليا أو جزئيا.
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث نزح محمد السويركي (38 عاما) من شمال غزة، اقتلعت الرياح خيام النازحين وأغرقتها بالأمطار.
ويقول السويركي إن «الرياح اقتلعت جزءا من خيمتنا، الأمطار حولت المكان إلى بركة مياه».
ويضيف أن «كل ما نملكه أصبح مبللا، نحن فعليا في الشارع ونخشى استمرار المنخفض لأننا لا نستطيع الصمود أكثر».
وحذّر الدفاع المدني في قطاع غزة أمس من اقتراب «منخفض جوي جديد» خلال الساعات المقبلة، مصحوبا «بأمطار غزيرة ورياح قوية»، من المتوقّع أن يستمر حتى مساء الغد.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس انسحاب قواته من بلدة قباطية في محافظة جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة، بعد عملية عسكرية بدأها الجمعة إثر هجوم مركّب داخل إسرائيل أودى بشخصين.
وكان الجيش أطلق عملية عسكرية كبيرة الجمعة وفرض «إغلاقا كاملا» في قباطية، مسقط رأس الفلسطيني البالغ 34 عاما الذي طعن شابة إسرائيلية تبلغ 18 عاما ودهس رجلا ستينيا بسيارته في شمال إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في رده على استفسارات وكالة فرانس برس «الجيش أنهى عملياته في قباطية قبل ساعات صباح اليوم».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن أحمد زكارنة رئيس بلدية المدينة الواقعة جنوب محافظة جنين في شمال الضفة الغربية قوله إن الحركة في المدينة «شلت بالكامل» بعد إعلان الجيش منع التجوال.
وأشار زكارنة إلى أن القوات الإسرائيلية «أغلقت الحارات الفرعية والشوارع بالسواتر الترابية، و(قامت) بتجريف شوارع» وبعضها تم تجريفه «بالكامل».
وبحسب زكارنة داهم الجيش الإسرائيلي «خلال اليومين الماضيين نحو 50 منزلا، وحوّل ستة منها إلى ثكنات عسكرية إلى جانب مدرسة عزت أبو الرب».
وأشار رئيس البلدية إلى أن الجيش الإسرائيلي «احتجز 50 مواطنا، أفرج عن غالبيتهم باستثناء والد الأسير المصاب أحمد أبو الرب وشقيقيه» في إشارة إلى منفذ الهجوم.
إقرأ المزيد


