سكاي نيوز عربية - 12/10/2025 9:09:13 AM - GMT (+3 )
في هذا السياق، سلط الكاتب والباحث السياسي حسن الدر الضوء خلال حديثه لـ"التاسعة" على سكاي نيوز عربية على ديناميات الصراع، محدداً أبعاد التوتر بين الدولة اللبنانية، حزب الله، وإسرائيل، في ظل رقابة أميركية وأوروبية دقيقة، ومع اقتراب انتهاء المهلة الممنوحة لنزع سلاح الحزب جنوب الليطاني.
تصعيد إسرائيلي وتعبئة عسكرية على طول الحدود
وفق متابعة الدر، رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على الحدود استعدادا لأي مواجهة محتملة مع حزب الله. وتكثف تل أبيب تدريباتها على سيناريوهات شاملة تشمل انتقال سريع للطوارئ، إطلاق الصواريخ، واختبار قدرات حزب الله.
ويؤكد الدر أن إسرائيل لم تعد تفكر في عمليات تكتيكية محدودة، بل في خطة منهجية لفرض موقع ضعف على الحزب، خاصة بعد اغتيال رئيس أركان الحزب هيثم طبطبائي، الذي كان حلقة وصل استراتيجية مع الحرس الثوري الإيراني، ما أدى إلى تضرر قنوات التنسيق الخارجية للحزب.
خيارات حزب الله.. التصعيد أم الرهان على التسوية؟
يرى الدر أن خيارات حزب الله تتوزع بين التصعيد العسكري، أو الاحتفاظ بخطاب القوة دون مواجهة مباشرة، أو التراجع التكتيكي وقبول تسوية جديدة داخل لبنان.
ويضيف أن الخيار الثالث يحظى بدعم دولي واضح من باريس وواشنطن، ويهدف إلى إعادة تثبيت الدولة اللبنانية كمرجعية وحيدة، وضمان نزع سلاح الجنوب الليطاني تدريجياً، فيما يتم التحضير لمؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني.
تحريك الداخل اللبناني كأداة ضغط
يشير الدر إلى أن الصراع لم يعد محصورا بين حزب الله وإسرائيل، بل أصبح بين الدولة اللبنانية وإسرائيل، حيث تحاول الدولة إدارة التوتر عبر خطوات دبلوماسية وتنفيذية، مثل تعيين السفير سيمون كرم رئيسا للجنة الميكانيزم، بما يسهم في سحب ذرائع التصعيد الإسرائيلي.
ومع ذلك، كلما تقدم لبنان خطوة إيجابية، يزداد الضغط الإسرائيلي، كما يتجلى في الغارات الليلية على جنوب لبنان عقب جلسة اللجنة.
ويشدد الدر على أن الرهان الأساسي لحزب الله اليوم هو الدولة اللبنانية، فهي الجهة المسؤولة عن التفاوض مع إسرائيل عبر الوسطاء الأميركيين، وتوفير الضمانات لتنفيذ الخطط العسكرية والسياسية، مثل السيطرة على كامل جنوب الليطاني ومنع انتقال أسلحة الحزب إلى الجنوب.
ويضيف أن أي تقدم في المرحلة الثانية من الخطة اللبنانية يتوقف على قدرة الدولة على فرض إرادتها، في ظل منع إسرائيل تحقيق المرحلة الأولى عملياً، ما يضع المقاومة أمام تحدٍ مزدوج: دعم الدولة والدفاع عن لبنان.
قدرات حزب الله والرهان على الأرض
يؤكد الدر أن حزب الله أعاد ترميم جزء كبير من قدراته العسكرية، كما صرح أمينه العام نعيم قاسم، إلا أن الحسم النهائي سيكون ميدانياً. ويشير إلى أن أي مواجهة ستحددها الأرض، كما أكد إيهود باراك، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: "عندما تطلق الطلقة الأولى، كل الخطط تذهب أدراج الرياح".
وتظل السيناريوهات مطروحة، مع احتمالات دخول إسرائيل جنوب لبنان والبقاع، وهو ما يعكس مستوى التهديد الحقيقي، بعيداً عن أي تهويل إعلامي.
يحذر الدر من أن إسرائيل تستهدف تحويل جنوب لبنان إلى منطقة عازلة متصلة بالجنوب السوري، بما يعكس استراتيجية معلنة لفرض السيطرة من البحر إلى جبل الشيخ.
ويؤكد أن أي تصعيد سيحسمه الميدان، وأن الدولة اللبنانية تبقى الضمانة الأساسية لاحتواء النزاع، إذ أن قدرة المقاومة مقيدة ضمن ما تسمح به الدولة، ما يجعل أي مواجهة محتملة اختباراً حقيقياً للتوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة.
إقرأ المزيد


