جريدة الرياض - 11/2/2025 2:15:31 AM - GMT (+3 )
أعلن الجيش الإسرائيلي أن عنصرا بارزا من "حزب الله" لقي حتفه إثر غارة جوية إسرائيلية ثانية بطائرة مسيرة في جنوب لبنان الجمعة.
وقال الجيش: "أسفرت الغارة التي تمت في منطقة النبطية عن مقتل عضو في "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله، والذي كان شارك في العديد من الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل وعمل على استعادة البنية التحتية العسكرية لحزب الله"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف الجيش الإسرائيلي: "شكلت أنشطة الإرهابي تهديدا لدولة إسرائيل ومدنييها وانتهاكا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
كان الجيش الإسرائيلي أعلن الجمعة مقتل "ضابط صيانة من حزب الله" في غارة على بلدة كونين جنوبي لبنان.
ورغم اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان، والذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر العام الماضي، لاتزال القوات الإسرائيلية تقوم بعمليات تجريف وتفجير، وشنّ غارات شبه يومية في جنوب لبنان. كما لا تزال قواتها متمركزة في خمس نقاط داخل الجنوب اللبناني.
وقتل شخصان الجمعة جراء غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان، بحسب وزارة الصحة، ما يرفع إلى 26 على الأقل، عدد الذين قضوا بنيران الجيش الإسرائيلي في لبنان خلال الشهر الحالي.
يأتي ذلك بينما اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون الجمعة أن إسرائيل تقابل دعوات لبنان للتفاوض بمزيد من "الاعتداءات" في وقت كثّفت الدولة العبرية غاراتها في الأسبوع الأخير، قائلة إنها تستهدف عناصر في حزب الله ومنشآت تابعة له.
ومع اقتراب مرور عام على وقف لإطلاق النار أنهى حربا استمرت سنة بين إسرائيل و"حزب الله"، تواصل الدولة العبرية شنّ غارات، خصوصا على جنوب لبنان تقول إنها تستهدف بنى عسكرية وعناصر في الحزب تتهمهم بنقل وسائل قتالية أو محاولة إعادة بناء قدرات الحزب الذي أنهكته الحرب الأخيرة. وتبقي قواتها في خمس نقاط حدودية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن مسيّرة إسرائيلية استهدفت بعد ظهر الجمعة دراجة نارية قرب بلدة شوكين في جنوب لبنان. وبحسب وزارة الصحة، أسفرت الغارة عن "سقوط قتيل".
وفي وقت سابق الجمعة، أفادت الوكالة الوطنية عن غارة بمسيّرة إسرائيلية على دراجة نارية في بلدية كونين، قالت وزارة الصحة إنها أدت إلى "سقوط قتيل وإصابة شخص بجروح".
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان أنه قتل إبراهيم محمد رسلان "ضابط صيانة في حزب الله" و"كان يهم بمحاولات لإعادة إعمار بنى تحتية إرهابية" لحزب الله.
وبذلك، ارتفع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية خلال أكتوبر إلى 26 قتيلا على الأقل، بينهم سوري، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات وزارة الصحة.
مزيد من الاعتداءات
وكثّفت إسرائيل ضرباتها اعتبارا من الأسبوع الماضي. وعلى وقع الغارات المتصاعدة، أكّد الرئيس اللبناني خلال لقائه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الذي أجرى زيارة للبنان، أن "خيار التفاوض هو من أجل استرجاع أرضنا المحتلة وإعادة الأسرى وتحقيق الانسحاب الكامل من التلال"، وفقا لبيان صادر عن مكتبه.
لكن عون أضاف أن "هذا الخيار لم يقابله الطرف الآخر إلا بمزيد من الاعتداءات على لبنان، في الجنوب والبقاع وارتفاع منسوب التصعيد".
وكان الرئيس اللبناني اعتبر في 13 أكتوبر أنه "لا بد من التفاوض" مع إسرائيل لحلّ المشاكل "العالقة" بين الطرفين.
وتابع عون الجمعة أن "لبنان مستعد للمفاوضات من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لكن أي تفاوض لا يكون من جانب واحد بل يحتاج إلى إرادة متبادلة وهذا الأمر غير متوافر بعد"، مشيرا إلى أن "شكل التفاوض وزمانه ومكانه يحدد لاحقا".
وأعرب الوزير الألماني عن دعمه للبنان، مؤكدا أنه سيحضّ نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر على الانسحاب من جنوب لبنان.
وقال فاديفول "ينبغي أن تنسحب القوات الإسرائيلية، أتفهم أن اسرائيل في حاجة إلى الأمن.. لكننا الآن نحتاج إلى عملية تقوم على الثقة المتبادلة"، مضيفا "أتعهد أن يتحدث الطرفان معا".
ودعا الوزير "الحكومة اللبنانية إلى ضمان وضع عملية موثوقة وواضحة وسريعة لنزع سلاح حزب الله"، مقرا في الوقت نفسه بأنها "مهمة صعبة" لكنها "الشرط الأساسي لعدم... اندلاع أي نزاع جديد مع اسرائيل".
ويتهم لبنان إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه برعاية أميركية فرنسية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، من خلال الضربات والإبقاء على قوات داخل أراضيه، فيما تتهم الدولة العبرية "حزب الله" بالعمل على ترميم قدراته العسكرية.
ونصّ الاتفاق على تراجع "حزب الله" من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
كما نصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق تقدّمت إليها خلال الحرب.
وقرّرت الحكومة اللبنانية، بضغط أميركي، في أغسطس/آب، تجريد "حزب الله" من سلاحه. ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة رفضها الحزب.
ومع اقتراب مرور عام على وقف لإطلاق النار أنهى حربا استمرت سنة بين إسرائيل وحزب الله، تواصل الدولة العبرية شنّ غارات، خصوصا على جنوب لبنان تقول إنها تستهدف بنى عسكرية وعناصر في الحزب تتهمهم بنقل وسائل قتالية أو محاولة إعادة بناء قدرات الحزب الذي أنهكته الحرب الأخيرة. وتبقي قواتها في خمس نقاط حدودية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
مواصلة الاصلاحات
شدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الجمعة، على أهمية مواصلة الحكومة اللبنانية تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية.
واستقبل سلام، فاديفول والوفد المرافق له في السراي الحكومي "وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع في الجنوب ومرحلة ما بعد انتهاء مهام قوات"اليونيفيل"، بحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء.
وشدد فاديفول "على أهمية مواصلة الحكومة اللبنانية تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية، وإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لما له من دورٍ أساسي في تعزيز الثقة الدولية بلبنان ودعم مسار التعافي الاقتصادي."
وأكد "استعداد ألمانيا للوقوف إلى جانب لبنان ودعم الجيش اللبناني خلال المؤتمر الدولي المرتقب".
من جانبه أكد سلام أن "الحكومة أنجزت رزمة من الإصلاحات، خصوصا في الملفين المالي والإداري، وهي ماضية في هذا المسار، وتعمل على الانتهاء من إعداد مشروع قانون الفجوة المالية في أقرب وقت".
وأشار سلام إلى أن "المرحلة الجديدة بعد اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ تشكل فرصة حقيقية، لكن أي استقرار لن يكون ممكنًا ما لم تبدأ عملية سلام حقيقي وعادل تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة".
كما أكد سلام "تمسك لبنان بمبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت، والقائمة على حل الدولتين".
واستقبل الوزير رجي الجمعة وزير خارجية ألمانيا يوهان فاديفول، وعقد معه لقاء ثنائيا تبعته جلسة مباحثات موسعة بحضور السفير الألماني كورت جورج شتوكل-شتيلفريد وأعضاء الوفدين.
وتناول اللقاء "أبرز الملفات في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون بين البلدين"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين.
وأكد وزير خارجية ألمانيا على "ضرورة احترام إسرائيل سيادة لبنان والتزامها وحزب الله بترتيبات وقف الأعمال العدائية"، مشددا على أن "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية غير مقبول".
وأعلن أن "زيارته إلى بيروت هدفها الاطلاع عن كثب على ما يمكن لألمانيا القيام به للمساعدة على تحقيق الاستقرار في لبنان باعتباره مفتاحا للاستقرار في المنطقة".
وأشاد الوزير فاديفول "بقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها"، وأبدى دعم بلاده للإجراءات التي تقوم بها لبسط سيطرتها في الجنوب وعلى الأراضي اللبنانية كافة، معتبرا أن "عدم نجاح لبنان في حصر السلاح سيرسل إشارة سلبية عن عدم قدرة الدولة اللبنانية على السيطرة على قرارها".
كما وضع الوزير فاديفول الوزير رجي "في أجواء زيارته إلى سوريا".
من جهته، طلب الوزير رجي من ألمانيا "المساعدة في الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي التي تحتلها والالتزام بتعهداتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية".
ورأى الوزير رجي أن "الحل الدبلوماسي وليس العسكري هو وحده الكفيل بتحقيق الاستقرار وتثبيت الهدوء في الجنوب".
وأكد أن "الحكومة اللبنانية ماضية بتنفيذ قرار حصر السلاح بيدها بخطوات تدريجية، وأن الجيش اللبناني يواصل مهمته على أكمل وجه".
وشدد الوزير رجي على أن "حصر السلاح بيد الدولة هو المدخل الأساس لإعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي والازدهار".
وتم البحث خلال اللقاء مع الوفد الألماني "في مسألة ملء الفراغ بعد انتهاء مهمة قوات اليونيفيل والأفكار المتداولة في هذا الشأن".
وتطرق اللقاء إلى ملف النزوح السوري، بحيث أكد الوزير فاديفول "دعم ألمانيا موقف لبنان بضرورة عودة النازحين إلى بلدهم".
وشدد الوزير رجي على أن "مساندة موقف لبنان يجب أن تترافق مع تشجيعهم على العودة وتأمين المساعدات المالية لهم في الداخل السوري".
وطلب الوزير رجي "تعزيز التعاون الثقافي والتربوي بين لبنان وألمانيا"، وتمنى على الجانب الألماني "زيادة عدد المنح الدراسية للطلاب اللبنانيين".
وتنشر الأمم المتحدة منذ عام 1978 جنود حفظ السلام بين إسرائيل ولبنان، وتعد "يونيفيل" من أقدم بعثات السلام الأممية. وبموجب تفويض من البرلمان الألماني، يمكن لألمانيا إرسال ما يصل إلى 300 جندي للمشاركة في هذه المهمة، ويبلغ عددهم حاليا نحو 200 جندي، وفقا للجيش الألماني.
وقال فاديفول إن انتهاء مهمة "يونيفيل" بحلول نهاية عام 2026 يعني أن على المجتمع الدولي استغلال الوقت المتبقي لتمكين الجيش اللبناني من تولي مسؤولية الأمن بشكل مستقل.
واستهل فاديفول الأربعاء جولته الشرق الأوسطية بزيارة الأردن، ثم توجه إلى سورية الخميس في زيارة لم يتم الإعلان عنها في البداية لدواع أمنية.
إقرأ المزيد


