جريدة المدينة - 7/2/2025 10:07:10 PM - GMT (+3 )

وأعربت المنظمات الثلاث عن قلقها العميق إزاء تفاقم المعاناة الإنسانية الخطيرة وغير المسبوقة في قطاع غزة، نتيجة استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الشامل والتهجير القسري والتدمير الممنهج التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، منذ أكتوبر 2023، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأوامر محكمة العدل الدولية.
وأكدت المنظمات الثلاث رفضها المطلق وإدانتها بأشد العبارات استخدام الاحتلال الإسرائيلي التجويع والحصار كأدوات حرب ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وطالبت بفتح كل المعابر البرية والبحرية على نحو فوري ودائم، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام ودون عوائق، بما في ذلك المواد الغذائية، والمياه الصالحة للشرب، والوقود، والأدوية والمستلزمات الطبية، ومراكز الإيواء، كما حذرت من تداعيات ذلك على جعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة، وانتشار المجاعة وسوء التغذية.وشددت المنظمات الثلاث على أن إغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حق إنساني أساسي غير قابل للمساومة، معربة عن رفضها آلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تحولت إلى ساحات إعدام ميدانية، يتعرض خلالها المدنيون الجوعى والعاملون في المجال الإنساني للاستهداف والقتل المباشر أثناء انتظارهم، مؤكدة أن هذه الآلية تشكل تهديدًا مُمنهجًا للحياة وتعزز استخدام الغذاء والمساعدات الإنسانية كأسلحة حرب وأدوات لفرض السيطرة العسكرية والتغيير الديموغرافي.
وأدنت المنظمات، التدمير الممنهج والشامل للبنية التحتية المدنية والحياة في قطاع غزة، بما يشمل المستشفيات والمدارس والجامعات، وطواقم توزيع المساعدات ومخازن الأونروا، ومراكز الإيواء الآمنة، وشبكات المياه والصرف الصحي، ومحطات توليد الكهرباء، إلى جانب الاستهداف المتعمد للمرضى والجرحى والطواقم الطبية والإنسانية والصحفيين، مما يحرم السكان من أبسط سبل البقاء على قيد الحياة ويجعل مهمة المنظمات الإغاثية مستحيلة.
كما شددت المنظمات الثلاث على ضرورة تمكّين وكالة الأونروا من ممارسة دورها الحيوي في هذه الظروف الاستثنائية في قطاع غزة، خاصة في ظل خطورة الوضع المالي الحالي لوكالة الأونروا، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط الفعال والمستمر على إسرائيل، قوة الاحتلال، للسماح لوكالة الأونروا وشركائها الأمميين والمحليين بالعمل بحرية وأمان ودون عوائق، مؤكدة رفضها أية محاولة لتقويض دور الأونروا نقل مهامها الأساسية إلى أي جهة أخرى، وتدعو إلى توفير الدعم السياسي والمالي والقانوني لهذه الوكالة الأممية والحفاظ على تفويضها القائم بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وحذّرت بشدة من خطورة استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية من خلال الاستيطان الاستعماري والاعتقال التعسفي والضم وفرض السيادة الإسرائيلية المزعومة عليها، واقتحام المدن والقرى والمخيمات وتدمير المنازل والبنى التحتية فيها وتهجير أهلها، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للأماكن المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى المبارك.
ودعت إلى ضرورة ضمان الامتثال الفوري وغير المشروط لأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولا سيما فيما يتعلق بمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتدفق المساعدات الإنسانية الأساسية، كما تطالب بتنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي بما فيها القرار (2735) الداعية لوقف إطلاق النار الإنساني الدائم، وفتح المعابر، وضمان دخول المساعدات دون عوائق.
وأكدت المنظمات الثلاث على حتمية تحقيق العدالة والمساءلة وتدعو المجتمع الدولي لاتخاذ كل الإجراءات القانونية والدبلوماسية لضمان إنهاء حالة الإفلات من العقاب، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة على وجه السرعة للتحقيق في جميع الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي المرتكبة في قطاع غزة، بما في ذلك جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية، وتحديد المسؤوليات الفردية والجماعية.
كما دعت إلى توفير الحماية الدولية للمدنيين بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني والطبي والصحفيين، فضلًا عن النساء والأطفال وكبار السن الذين يتحملون العبء الأكبر لهذه الحرب ويشكلون الغالبية العظمى من الضحايا، مؤكدة ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لضمان سلامتهم الجسدية والنفسية وإنقاذ حياتهم.
وأكدت المنظمات الثلاث رفضها القاطع لأية خطط تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، بصفة ذلك انتهاكًا جسميًا لأحكام القانون الدولي، كما تؤكد دعم الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة.
إقرأ المزيد