جريدة الرياض - 11/22/2024 1:18:25 AM - GMT (+3 )
قُتل عشرات الفلسطينيين أمس في غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة، فيما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب".
واندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023 بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية، وامتدت الحرب إلى لبنان.
وبعد مباحثات في بيروت بهدف التوصل إلى هدنة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وصل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكستين إلى إسرائيل حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
في الأثناء، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أمس مقتل 22 شخصا في غارة إسرائيلية ليلية على أحد أحياء مدينة غزة (شمال).
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "نؤكد نقل 22 شهيدا باستهداف منزل العروقي بالشيخ رضوان" في مدينة غزة.
وأسفرت غارة أخرى قرابة منتصف الليل في منطقة بين بيت لاهيا وجباليا عن مقتل وفقدان العشرات، وفقا لمصادر طبية. في تصريح لوكالة فرانس برس، قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان الذي وقع قصف بالقرب منه "الجثث تصل إلى المستشفى"، مضيفا أن النظام الصحي "مدمر في شمال غزة".
مذكرتا توقيف
أسفرت حملة الجيش الإسرائيلي في غزة حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 43985 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وكان هجوم حماس على إسرائيل قد خلف 1206 قتلى، غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
كذلك، احتجز خلال الهجوم 251 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، ولا يزال 97 منهم في القطاع، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 34 من هؤلاء الرهائن المتبقين ماتوا.
رغم ارتفاع عدد الضحايا والوضع الكارثي في القطاع الفلسطيني والدعوات للتهدئة، عطلت الولايات المتحدة الأربعاء باستعمال حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، إصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة. وأمس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت "بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب". رد نتنياهو معتبرا قرار المحكمة الجنائية "معاديا للسامية" وشبهه بمحاكمة دريفوس "وسينتهي بالطريقة نفسها"، في إشارة إلى قضية النقيب اليهودي الفرنسي دريفوس الذي دين في القرن التاسع عشر خطأً بالخيانة.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر أن "هذه لحظة سوداء للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فقدت فيها كل شرعية لوجودها ونشاطها".
وأصدرت المحكمة مذكرة توقيف أخرى بحق محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحركة (حماس) الذي يعتبر أحد العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر والذي أعلن الجيش الإسرائيلي مقتله هذا الصيف، لكن الحركة لم تؤكد ذلك.
"وقف العدوان بشكل كامل وشامل"
في لبنان، دخلت إسرائيل وحزب الله في حرب مفتوحة في 23 سبتمبر بعد تبادل لإطلاق النار عبر الحدود استمر نحو سنة، ويقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات توغل في جنوب البلاد منذ 30 من الشهر نفسه.
تقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان للسماح بعودة نحو 60 ألفا من سكان شمال البلاد النازحين. وفي لبنان، نزح عشرات الآلاف من السكان أيضا.
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون قدمت الخميس الماضي إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة تنص على هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش في جنوب لبنان.
في هذا السياق، توجه المبعوث آموس هوكستين إلى بيروت الثلاثاء حيث أعلن أن الحل "في متناول اليد" لكن الأمر متروك للأطراف المتحاربة "لتقرر".
وحذّر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم "الأربعاء" في خطاب مسجل "لا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا"، مضيفا أن الحزب يفاوض من أجل "وقف العدوان بشكل كامل وشامل" في لبنان.
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، وصل هوكستين إلى إسرائيل مساء الأربعاء والتقى رون ديرمر، وزير الشؤون الإستراتيجية المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي.وكان نتنياهو قد شدد الاثنين على أن إسرائيل "ستنفذ عمليات عسكرية" ضد حزب الله حتى في حال التوصل إلى هدنة.
"حرب تدميرية"
في الأثناء، تواصل القصف الإسرائيلي في لبنان خصوصا على معاقل حزب الله. وتجدّدت الغارات امس على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد إنذار إسرائيلي للسكان بالإخلاء، وفق ما أظهر البث المباشر لوكالة فرانس برس.
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية بأن "الطيران الحربي المعادي شنّ غارة" على منطقة حارة حريك التي استُهدفت فجر امس بثلاث غارات إسرائيلية "تسببت بتدمير عدد من المباني"، وفق الوكالة.
كذلك، استهدفت ضربات أخرى عدة قطاعات في جنوب لبنان ليلا، أبرزها بلدة الخيام المهمة على بعد ستة كيلومترات تقريبا من الحدود، حيث اندلعت اشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية الأربعاء، بحسب المصدر نفسه.
وصباح أمس، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي إنذارات إخلاء للسكان في ثلاث مناطق قرب مدينة صور الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الأخير استهدف "مراكز قيادة وبنى تحتية عسكرية" لحزب الله.
وأعلنت أجهزة الطوارئ الاسرائيلية مقتل شخص بشظايا صاروخ أُطلق من لبنان في شمال البلاد.
في المقابل، أعلن (الحزب) إطلاق صواريخ على قاعدة جوية قرب أسدود، في أول هجوم له على جنوب إسرائيل.
من جهته، قال قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون عشية الذكرى الأولى والثمانين للاستقلال "وطننا يعاني حربا تدميرية وهمجية يشنّها العدو الإسرائيلي".
وأضاف عون "تتكثّف الاتصالات للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار".
وتسبب النزاع بين إسرائيل وحزب الله في مقتل أكثر من 3558 شخصا في لبنان منذ الثامن من أكتوبر 2023، معظمهم منذ بدء حملة القصف الإسرائيلية الواسعة في 23 سبتمبر الفائت، وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 82 جنديا و47 مدنيا خلال 13 شهراً، بحسب حصيلة رسمية.
إقرأ المزيد