صحيفة عكاظ - 12/14/2025 12:06:29 AM - GMT (+3 )
تابع قناة عكاظ على الواتساب
تعرفت على الكاتب الأديب الدكتور سعيد السريحي عن قرب من خلال سنوات عديدة عاصرتها معه تواصلاً عندما كنت أكتب في صحيفة عكاظ في فترة كان هو مسؤولاً عن الكُتاب وزاوية الرأي، وكذلك من خلال اللقاءات الحوارية التي كانت تقيمها الصحيفة للكُتاب والمفكرين، وكان هو المقدم لتلك اللقاءات، وكان وقتها يحظى بمكانة خاصة عند رئيس تحريرها الدكتور هاشم عبده هاشم، الذي عيَّنه مساعداً لرئيس التحرير، فينطلق في تقديمه للقاءات بعباراته التي لا تعرف الغبار إنما وليدة اللحظة، ومستوحاة في مبانيها ومعانيها من صحافي أديب خبير له عمقه الأدبي، وإنسان مؤدب له عبقه الإنساني، تكاد لغته من فصاحتها أن تعلن عن نفسها بأنها مفردات ذات أساس لغوي تنتمي إلى سيبويه أو نفطويه، بل جعل منها موقفاً يوحي به للآخرين أن قل من يملك أدواتها أو يمارس مفرداتها، هذا جانب تميز به الدكتور سعيد وهو أنه سعيد السريحي الأديب واللغوي، أما الجانب الآخر الذي عُرف به فهو سعيد السريحي ذو الجانب والتعامل الإنساني، حيث إنسانيته وجوانبه الإنسانية تظهر من خلال التعامل معه، وهي إحدى ملاحم قلبه ونبله، من إنسانيته أدبه الجم في احترام الآخر سواء اتفقت معه في الرأي أو اختلفت، ووافقته في الفكر أو تعاركت. إن التعامل الإنساني مع الآخر المختلف في الحياة هو مما نبحث عنه هذه الأيام، حيث بعض من تميزوا بشيء من العلم أو أعطوا نصيباً من الدنيا، مالاً أو جاهاً، أو حتى أحياناً من منحهم الله الهداية والدين تراهم بعيدين كل البعد عن التعامل الإنساني مع الآخر، فمع العلم أن الدكتور سعيد بسط الله له في العطاء الأدبي واللغوي إلا أن من يعرفه ويتعامل معه من قرب يلحظ ما ذكرناه من الأدب والاحترام. لقد عاتبته يوماً عندما نشر لي مقالاً، وحذف منه شيئاً ما وددت أن يحذفه، فاتصلت عليه وكلي غضب، وعتبت عليه، فما زاد أن قال لي عبارة جميلة «لك العتبى يا سيدي حتى ترضى». هذا هو سعيد الأديب واللغوي المتفرد، وسعيد صاحب التعامل الإنساني الذي نسأل الله العلي القدير أن يرفع عنه ما ابتلاه به من مرض، وأن يتم عليه الصحة والعافية، إنه على كل شيء قدير.
إقرأ المزيد


