في ظل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه توقيع أمر تنفيذي يفرض بموجبه "رسوما جمركية متبادلة" على دول "في العالم أجمع"، تنفيذا لما توعد به باستمرار منذ حملته الانتخابية بهدف بدء "عصر ذهبي" للولايات المتحدة، غير أنها قد تتسبب بانهيار الاقتصاد العالمي.

ذكر المستشار علي محمد الحازمي الخبير في الاقتصادات الدولية والتخطيط الاستراتيجي لـ " الرياض " : تعتبر الرسوم الجمركية من الأدوات الاقتصادية المهمة التي تستخدمها الحكومات لتنظيم التجارة الدولية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي. في الولايات المتحدة الأمريكية، تلعب الرسوم الجمركية دورًا حيويًا في السياسة الاقتصادية، حيث تُستخدم كوسيلة لحماية الصناعات المحلية وتعزيز النمو الاقتصادي. منذ تأسيسها، اعتمدت الولايات المتحدة على الرسوم الجمركية كوسيلة لتحقيق أهداف اقتصادية معينة، مثل دعم الشركات الأمريكية وتعزيز التوظيف في القطاعات الحيوية. تتأثر الرسوم الجمركية بعدة عوامل، بما في ذلك السياسات التجارية العالمية والتغيرات الاقتصادية. في العقود الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة تغييرات كبيرة في سياستها التجارية، مما أدى إلى زيادة في الرسوم الجمركية على العديد من المنتجات المستوردة. هذا التوجه يعكس رغبة الحكومة في حماية السوق المحلي وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الأمريكية.

وذكر الحازمي في سياق حديثه : إن استخدام الرسوم الجمركية لا يخلو من التحديات، حيث يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل من الدول الأخرى، مما يخلق توترات تجارية قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي. لذا، من المهم دراسة تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي بشكل شامل، لفهم كيفية تأثيرها على المستهلكين والشركات والاقتصاد بشكل عام.

ونوه الحازمي : تعتبر الرسوم الجمركية أداة اقتصادية مهمة تؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية والاقتصاد الأمريكي ككل. عندما تفرض الحكومة الأمريكية رسومًا جمركية على الواردات، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة. هذا قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين، مما يؤثر سلبًا على القوة الشرائية. وبالنسة على المستوى الكلي، يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تقليل التجارة الدولية، مما يؤثر على النمو الاقتصادي. الشركات التي تعتمد على المواد الخام المستوردة قد تواجه تحديات في التكاليف، مما قد يؤدي إلى تقليل الإنتاج أو حتى تسريح العمال. في المقابل، قد يستفيد بعض القطاعات المحلية من حماية السوق، ولكن بشكل عام، فإن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى عدم الاستقرار في الأسواق المالية، حيث يمكن أن تؤثر على توقعات المستثمرين وتؤدي إلى تقلبات في الأسواق.

وختم الحازمي حديثه: إن الرسوم الجمركية لها تأثيرات متباينة، حيث يمكن أن تؤدي إلى دعم بعض الصناعات المحلية، لكنها غالبًا ما تأتي بتكاليف اقتصادية أكبر على المدى الطويل في ظل عدم اليقين الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية. كما حذر الحازمي المتعاملين في الاسواق المالية بأن الأسواق الأمريكية متوقع تشهد تقلبات في ظل عدم اليقين الاقتصادي الذي يسود الاقتصاد الأمريكي في الفترة الحالية.